دين

الإحسان

الإحسان

تقديم :

شهر رمضان شهر تتجلى فيه العبودية لله تعالى بأبهى صورها وأعظم معانيها.

لأن العبد يترقى في كمالات العبودية ودرجاتها حتى يبلغ درجة الإحسان التي هي أعظم معاني العبودية لله رب العالمين

ما أهمية الإحسان في رمضان؟

  • قال الله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي
  • الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
  • يعدنا رب العالمين بأن تتحسّن معيشتنا لو عوّدنا أنفسنا على تقديم العطاءات للآخرين في كافة الأوقات.
  • لا سيما في خلال الشهر الفضيل،فالعطاء يوقظ التعاطف في النفوس ويحفّز على التفكير مطولاً بطريق عيش الآخرين ورفاهتهم. والأولوية هنا للفقراء والمحتاجين.
  • وأن يُعطي المسلم مما أغدق الله عليه به من نعم وثروات لا يخلّصه من عدوى “الرغبة” فحسب
  • إنما يذكّره في أنّ كل ما في جعبته من أموال ومقتنيات ملك لله وحده ولا بد من استعماله بما فيه خير الإنسانية.
  • وأيّ من المسلمين لن يبلغ هذه المرحلة ما لم يبذل كل ما يحبه لأجل أخوته وأخواته وما لم يضمر لهم ما يضمر لنفسه.
  • وبحسب ما أوصى به النبي محمد (ص) ، فإنّ على كل مسلمٍ أن يجنب نفسه نيران جهّنم من خلال التقوى وأعمال البرّ والإحسان.
    ويقول إنّ التضحية الشخصية ببعض المقتنيات مهما كانت بسيطة وغير مهمة هي نعمة وفعل تطهير لأرواحنا وللثروات التي نملكها على هذه الأرض والتي أُعطيت لنا من لدن الإله لفترة وجيزة.
  • وكان الله في عون كل المحسنين بينكم!

7 نصائح حول الإحسان في رمضان:

الإحسان

ومن السنن الإلهية التي أكدتها المصادر الإسلامية وحثّت عليها في رمضان المبارك هي الأعمال السبعة التالية:

1- الإنفاق والإحسان من المال الحلال

  • وذلك إمتثالاً لقوله تعالى “یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَیِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ”.

2- الإنفاق مع المحافظة على كرامة الناس

  • تؤكد الشريعة الإسلامية الإنفاق في السرّ في شهر رمضان المبارك كما جاء في الحديث الشريف
  • صَدَقَهُ الِّسرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ“.

3-الإنفاق ممّا تحبّون

  • وذلك لقوله تعالى “لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّی تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون”.

4- العطاء قبل السؤال

  • تحثّ تعاليم الدين الإسلامي والأحاديث والروايات على العطاء والإنفاق للفقراء قبل أن تُجبرهم الحاجة على السؤال.

5- الإنفاق دون المَنّ

  • قال تعالي: ” یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم بِالْمَنِّ وَالأذَی”.

6-مساعدة الفقراء من الأقرباء

  • سُئل رسول الله (ص) عن أفضل الصدقات فقال “عَلی ذِی الرَّحِمِ الْکاشِحِ”.
  • وجاء في الحديث الشريف “لا صَدَقَهَ وَذُو رَحِمٍ مُحْتاج”.

7-الالتزام بالزمان والمكان

  • من المهم في الشريعة الإسلامية الالتزام بالتوقيت وفي رمضان يجب الإنفاق في كل ساعاته.

الإحسان إلى النفس في رمضان:

  • كثير من الناس يظنون أنهم يفيدون أنفسهم باستجابة مطالبها جميعها، فنفوسهم بالنسبة إليهم هي الطفل المدلل، والآمر المطاع  تشتهي فيجيبون شهواتها، وترغب فيسارعون إلى تنفيذ رغباتها، ولا خطوط حمراء، ولا موانع، بل، ولا زواجر تمنعهم من تحقيق ما ترتجيه أنفسهم..
  • إنها تقودهم في الحقيقة، وتستولي على مسار حياتهم كلها، فهم في واقع الأمر أسرى لهوى أنفسهم، وخدم طائعون لرغباتها.
  • بالطبع فإن كثيرًا من رغبات النفس يجنح بالمرء نحو الخطأ، بل، والخطيئة في كثير من الأحيان، إذا لم يكن لهذه النفس مؤدب يؤدبها، أو مربٍ يربيها، أو حازم يحزم معها، ويعرفها مسارات الصواب من مسارات الخطأ.
  • ورمضان فرصة حسنة جدًا للإحسان إلى النفس، حيث إن ضبط النفس إحسان لها، وتهذيب النفس إحسان لها.
  • وتقويم مسارها خير إحسان لها، ففي رمضان يقوّم الصوم كثيرًا من شهواتها، وتقوّم الصلاة كثيرًا من رغباتها.
  • لكن مجرد الصوم، والصلاة بغير التفات إلى عيوب تلك النفس هو أمر سيظل منقوصًا في علاج النفس “فرُب صائم ليس له من صومه إلا الجوع، والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب، والسهر”.
  •  إذًا يجب أن نتخذ قرارًا حاسمًا مع تلك النفس، مستغلين تلك البيئة الإيمانية التي تحيط بها في رمضان.
  • نعوّدها على الانكسار بين يدي الله -سبحانه وتعالى- ونشربّها معنى الندم على التقصير في جنب الله -سبحانه وتعالى- ونرغمها على الانكسار بينما هي ساجدة بين يدي الله -سبحانه وتعالى- ونعوّدها أن يكون هواها تبعًا لما جاء به الحبيب ﷺ.

شاهد(ي) أيضا :

السابق
فضل الصدقة
التالي
سورة يوسف